×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 افتتحها الله بهذه الحروف المقطعة، وقوله: هو القرآن ﴿كِتَٰبٌ هو القرآن، والله نكَّره في هذا تعظيمًا له، أي: كتاب عظيم، ﴿أُنزِلَ إِلَيۡكَ أنزله الله إليك بواسطة جبريل عليه السلام، فهو منزل من الله غير مخلوق، خلافًا لما تقوله الجهمية، ﴿فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لا يساورك شك أنه من عند الله عز وجل قطعًا، لا من عند غيره، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يشك، ولكن هذا تنبيه للناس ألا يكون عند أحد منهم شك أن هذا القرآن منزل من عند الله جل وعلا، وفي الآية الأخرى﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكّٖ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسۡ‍َٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ [يونس: 94] الذين يعرفون الكتب السماوية، وهم المؤمنون من أهل الكتاب يعرفون أن القرآن من عند الله عز وجل، وأنه منزل من الله، ﴿لِتُنذِرَ بِهِۦ هذه الحكمة من إنزاله، فهؤلاء الكفار، والمشركون، والعصاة، والمذنبون تنذرهم عذاب الله عز وجل، ﴿وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ [الأعراف: 2] يذكرهم ويعرفهم بالله عز وجل، ويعرفهم بطريق النجاة، فهو ذكر للمتقين، ومنذر للكافرين.

ثم قال موجهًا الخطاب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الجن والإنس: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ أي: اتبعوا هذا القرآن المنزل عليكم من ربكم بواسطة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ﴿وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ من شياطين الجن والإنس، فتطيعونهم وتعصون الله عز وجل، تأخذون بأقوالهم، وخرافاتهم، وشبهاتهم، وترهاتهم، وتتركون الوحي المنزل من عند الله عز وجل، فهذا من الحرمان من النعمة والخير، واستبدال الضلالة بالهداية والعياذ بالله، ﴿قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ [الأعراف: 3] تتذكرون قليلاً، والمطلوب أن يكون تذكركم كثيرًا.


الشرح