طريق العزيز الحميد، وهو
الله سبحانه وتعالى ﴿ٱلۡعَزِيزِ﴾ القوي الذي لا
يغلبه أحد، ﴿ٱلۡحَمِيدِ﴾ [إبراهيم: 1]:
المحمود على كل حال، فكل أفعاله وأقواله محمودة، وتقاديره التي قدرها كلها محمودة،
يُحمد عليها سبحانه وتعالى؛ لأنها إما عدل، وإما فضل، فلا تخرج أفعاله وأقواله عن
العدل والفضل، فهو محمود عليها جل وعلا، ﴿ٱلَّذِي
لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ و﴾ [إبراهيم: 2] إذا
كان له ما في السموات وما في الأرض، فهو الذي يستحق العبادة، بخلاف من لا يملك
شيئًا من السموات ولا من الأرض، فكيف يطلب منه وهو لا يملك شيئًا؟
والعادة أن الذي يُسأل ويُطلب منه هو الذي يملك الشيء، وهذا إنما يكون لله
عز وجل، أما من عُبد غيره، فهو لا يملك شيئًا لا من السموات ولا من الأرض، إلا ما
ملَّكه الله إياه، فهو مملوك لا يملك شيئًا من السموات ولا الأرض، فكيف يُدعى مع
الله سبحانه وتعالى ؟!
قال تعالى في ختام سورة الشورى، ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ﴾ أي: القرآن، سماه
الله روحًا لأنه تحيا به القلوب، فهو روح، وهو نور - كما في الآية الأخرى - وهدى،
وبرهان، وفرقان، وقوله ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ﴾ [الشورى: 52]، جاء
بعد قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ
يُرۡسِلَ رَسُولٗا فَيُوحِيَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ عَلِيٌّ حَكِيمٞ﴾ [الشورى: 51]،
فالله أرسل جبريل عليه السلام بهذا القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم بلغه إلينا
كما جاءه.
قال: ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي
مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ﴾ [الشورى: 52] في أول نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يكن يدري، إنما كان يعبد ربه بالفطرة، وموجب بقايا دين إبراهيم عليه السلام، فكان
عبد الله على الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد