وَعَنْ
حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ ، فَكَانَ يُصَلِّي
فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى
تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
******
قوله رحمه الله: «وَعَنْ حَفْصَةَ رضي
الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ
قَاعِدًا حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ»»، السُبحة: صلاة النافلة،
وتطلق على الفريضة، يقال لها: سبحة؛ ﴿وَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾ [ق: 39]، يعني: صلِّ قبل
طلوع الشمس صلاة الفجر، وقبل الغروب صلاة العصر، سبح، يعني: صلِّ، فيطلق التسبيح،
ويراد به الصلاة، تسمى سبحة، سواء كانت فريضة أو نافلة.
وقولها رضي الله
عنها: «مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ
قَاعِدًا حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ»، هذا حسب ما علمت، فأخبرت
عما رأت، ولا يمنع هذا أن يكون غيرها روى أو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
جالسًا في غير هذه الحالة في النافلة.
«مَا رَأَيْت
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا حَتَّى كَانَ
قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ»، هذا حسب ما علمت، ولكن الرسول صلى جالسًا من مدة، قبل
وفاته بمدة.
«فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا»، هذا فيه فضل ترتيل القرآن.
([1])أخرجه: أحمد (44/ 38)، ومسلم (733)، والترمذي (373)، والنسائي (1658).