باب: مَا جَاءَ فِي إمَامَةِ الصَّبِيّ
عَنْ
عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ
قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ، وَبَادَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلاَمِهِمْ ،
******
هذا الباب في بيان حكم إمامة الصبي للبالغين في
الفرائض والنوافل، هل تجوز أو لا تجوز؟
وهذا الحديث عن عمرو بن سلمة رضي الله عنه؛ أنه لما فتح الله مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوافدت القبائل يبايعونه على الإسلام، وهذا كما في قوله سبحانه: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾، يعني: فتح مكة، ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 1، 2]، بدلاً من أن كانوا يدخلون أفرادًا مختفين، صاروا يدخلون أفواجًا، ويأتون ويبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وكان من جملة الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام جماعة هذا الصبي: عمرو بن سلمة رضي الله عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم لما بايعوه بين لهم مواقيت الصلاة؛ أن فرض كذا في وقت كذا، ووقت كذا في وقت كذا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا». قال: «فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي»، وكان صبيًّا.
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد