باب: سَجْدَةِ الشُّكْرِ
عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا
أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا: شُكْرًا لِلَّهِ»([1]) رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ النَّسَائِيّ.
وَلَفْظُ
أَحْمَدَ: «أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ بَشِيرٌ
يُبَشِّرُهُ بِظَفَرِ جُنْدٍ لَهُ عَلَى عَدُوِّهِمْ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ
عَائِشَةَ، فَقَامَ فَخَرَّ سَاجِدًا»([2]) .
******
ثم سألت الله القبول أن يتقبل هذه السجدة؟ كما
تقبلها من نبيه داود عليه السلام.
سجدة الشكر: والشكر على النعم يكون
بالفعل، ويكون بالقول؛ ﴿ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ
شُكۡرٗاۚ﴾ [سبأ: 13]، فسمى العمل والفعل شكرًا، فالله جل وعلا يشكر
على نعمة الظاهرة والباطنة.
وسجود الشكر من إضافة الشيء إلى سببه، أي: إضافة
السجود الذي سببه الشكر لله، الشكر لله على النعمة؛ إما باندفاع نقمة، أو حصول
نعمة، إذا تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، فإنه يسجد شكرًا لله عز وجل، فهذا
وردت به الأدلة؛ كما في هذا الحديث.
فسجود الشكر يكون عند تجدد نعمة؛ كما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن صحابته رضي الله عنهم انتصروا على عدوهم،
([1])أخرجه: أبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجه (1394).
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد