وَعَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَفَتِهِ ، فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ،
فَخَرَّ سَاجِدًا فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: «إنَّ
جِبْرِيلَ - أَتَانِي - فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ لَكَ:
مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْت عَلَيْهِ،
فَسَجَدْت لِلَّهِ شُكْرًا»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ .
******
سجد شكرًا لله عز وجل؛ لأن
هذه نعمة تجددت، فهذا يدل على مشروعية سجود الشكر إذا حصلت نعمة عامة للمسلمين
بالنصر، أو خاصة بالشخص نفسه، فيسجد لله عز وجل.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَفَتِهِ»، صدفة، يعني: جدار.
«فَقَالَ: «إنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْت عَلَيْهِ، فَسَجَدْت لِلَّهِ شُكْرًا»»، وهذا - أيضًا - كالحديث الذي قبله؛ أن من بلغه خبر سار، فإنه يسجد لله شكرًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه بواسطة جبريل عليه السلام أن الله قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْت عَلَيْهِ»، فسجد الرسول صلى الله عليه وسلم شكرًا لله على هذه النعمة التي أعطاها الله لأمته، إذا صلوا عليه وسلموا عليه، والله جل وعلا قال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»([2])؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها.
([1])أخرجه: أحمد (1664).