باب: اقْتِدَاءِ الْمُقِيمِ بِالْمُسَافِرِ
عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا سَافَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم سَفَرًا إلاَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ، وَإِنَّهُ
أَقَامَ بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي
بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إلاَّ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَقُولُ: «يَا
أَهْلَ مَكَّةَ قُومُوا فَصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ فَإِنَّا قَوْمٌ
سَفْرٌ»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ .
******
هذا الباب: في صحة إمامة المسافر بالمقيم،
ولو كان المسافر يقصر الصلاة، ويصلي خلفه المقيم الذي لا يقصر؛ لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم في غزوة الفتح كانت في السنة التاسعة من الهجرة، غزوة الفتح، فكان
يصلي بالناس في الحرم مدة إقامته في مكة، وهو ملازم للقصر؛ يصلي ركعتين حتى يرجع،
يعني: يصلي قصرًا الرباعية ركعتين حتى يرجع إلى بلده، فالمسافر يقصر حتى يرجع إلى
بلده؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
ولكن يجب على المقيم
أن يتم الصلاة بعد الإمام، فبعدما يسلم الإمام يقوم المقيم، ويكمل صلاته؛ لأن
الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك، وبين لهم سبب قصره للصلاة؛ أنهم قوم
سَفْرٌ، يعني: مسافرين، سَفْرٌ: جمع مسافر، فالمسافر يقصر الصلاة.
ولكن الحديث ذكر أنه أقام بمكة أربعة عشر يومًا أو أقل أو أكثر على خلاف، فيقصر وهو مقيم، لماذا؟ لأنه لم ينو الإقامة،
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد