باب: السَّعْيِ إلَى الْمَسْجِدِ بِالسَّكِينَةِ
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه
قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ
جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا
إلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلُوا، إذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ
فَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةَ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ
فَأَتِمُّوا»([1]).
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
******
قوله رحمه الله: «باب: السَّعْيِ إلَى
الْمَسْجِدِ بِالسَّكِينَةِ»، من آداب المشي إلى الصلاة: السكينة والوقار؛
السكينة في الحركات، والوقار في الهيئة، يعني: بينهما فرق، بعض العلماء يقول:
السكينة والوقار بمعنى واحد، ليس كذلك، بل هما مختلفان، فالسكينة هذه تكون في
الحركات والسرعة والتأني في المشي، والوقار يكون في الهيئة؛ بعدم كثرة الالتفات
وكثرة الانشغال مع الناس حال السير، هذا يعتبر وقارًا، عدم المزح والضحك؛ لأنه في
صلاة.
قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا
شَأْنُكُمْ؟» قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: «فَلاَ
تَفْعَلُوا، إذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةَ فَمَا
أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»»، هذا الحديث يدل على
مسائل من آداب المشي إلى الصلاة:
أولاً: المشي إليها بسكينة ووقار، وعدم عجلة وجلبة؛ لأنه في صلاة وهو يمشي، وهو في صلاة، له أجر المصلي.
([1])أخرجه: أحمد (37/ 296)، والبخاري (635)، ومسلم (603).
الصفحة 1 / 435