×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

باب: الْمَسْبُوقِ يَقْضِي مَا فَاتَهُ إذَا سَلَّمَ إمَامُهُ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ

عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ: تَخَلَّفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ،

******

 المسبوق يقضي ما فاته من غير زيادة، أما أنه يقضي ما فاته، فهذا محل إجماع؛ أنه يقضي ما فاته مع الإمام، إذا كان ركعة فأكثر.

 وأما من غير زيادة، فهذا فيه: رد على من يرى أنه يقضي، ويسجد للسهو؛ كما يأتي في هذا الباب.

 هذا مطابق للترجمة؛ أنه صلى الله عليه وسلم تأخر عن الصلاة بالصحابة رضي الله عنهم؛ لأنه مشغول بالحدث، فذهب ليقضى حاجته، وذهب معه المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه، من أجل أن يخدمه، وهذا في غزوة تبوك، وغزوة تبوك هي آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم؛ لأنها في السنة التاسعة من الهجرة، وتبوك اسم موضع شمالي المدينة، لايزال بهذا الاسم إلى الآن، وقد صار الأن مدينة ومقاطعة.

وسبب الغزوة: أنه صلى الله عليه وسلم بلغه أن الروم يريدون غزو المسلمين، فلما بلغه ذلك وكان في وقت الحر ووقت مطيب الثمار، والمسافة بعيدة بين تبوك المدينة، ومع ذلك نهض صلى الله عليه وسلم، وبادر، ونهض مع صحابته الكرام: المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، وتخلف عنه المنافقون، ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ [التوبة: 81]، أما الصحابة رضي الله عنهم، فقد نفروا معه؛ استجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.


الشرح