باب: انْعِقَادِ الْجَمَاعَةِ بِاثْنَيْنِ أَحَدُهُمَا
صَبِيٌّ أَوْ امْرَأَةٌ
عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ ،
******
أقل الجماعة: اثنان، أقل الجمع
اثنان، حتى في اللغة العربية: أقل الجمع اثنان، سواء كان الثاني رجلاً، أو كان
صبيًّا لم يبلغ، والصبي هو الذي لم يبلغ، أو كان المأموم امرأة.
بيان ما تنعقد به الجماعة: تنعقد باثنين، سواء
كان الثاني رجلاً أو امرأة، أو بالغًا، أو صبيًّا.
هذا ابن عباس رضي الله عنهما كان غلامًا صغيرًا
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو رضي الله عنه من صغار الصحابة رضي الله عنهم،
ومع هذا حاز على العلم الغزير الذي لم يصل إليه أحد، خصه الله بذلك؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم دعا له، وقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ
التَّأْوِيلَ»([1])، يعني: التفسير.
فصار حجة في الفقه، حجة في التفسير، ولذلك يسمى ترجمان القرآن، ويسمى حبر الأمة رضي الله عنه، هذا فضل الله يؤتيه من يشاء؛ لأنه كان حريصًا على العلم، وحريصًا على الخير، ومن ذلك: أنه وهو طفل صغير بات عند خالته ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخت أم الفضل رضي الله عنها زوج العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، بات عندها؛ لأنه صغير رضي الله عنه.
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد