×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِرَأْسِي وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ .

وَفِي لَفْظٍ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرٍ، وَقُمْتُ إلَى جَنْبِهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ»([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

******

 فجاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإلى أهله، وبات أول الليل صلى الله عليه وسلم ثم قام على عادته، قام إلى التهجد، فلما أن رآه ابن عباس رضي الله عنه، هذا الطفل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم قام يصلي، قام من نومه، وتوضأ، وقام عن يسار الرسول صلى الله عليه وسلم، فأداره النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله عن يمينه.

فهذا الحديث فيه مسائل عظيمة:

 المسألة الأولى: ما ترجم له المؤلف؛ انعقاد الجماعة باثنين، وانعقاد الجماعة بالصبي؛ لأن ابن عباس رضي الله عنهما - كما صرح - ابن عشر سنين، يعني: دون البلوغ.

 وفيه: بيان موقف المأموم من الإمام إذا كانوا اثنين أو أكثر، المأمومون يقفون عن يمين الإمام صفًّا واحدًا، أو يكونون خلفه، إذا كانوا أكثر من واحد، يكونون خلفه، أو يصفون معه عن يمينه، كل هذا جائز، موقف المأموم عن يمين الإمام أو خلفه إذا كانوا أكثر من واحد.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (4/ 77)، والبخاري (699)، ومسلم (793)،، وأبو داود (610)، والترمذي (232)، والنسائي (806)، وابن ماجه (973).

([2])أخرجه: أحمد (3437).