باب: الْوِتْرِ بِرَكْعَةٍ وَبِثَلاَثٍ وَخَمْسٍ
وَسَبْعٍ وَتِسْعٍ بِسَلاَمٍ وَاحِدٍ وَمَا يَتَقَدَّمُهَا مِنْ الشَّفْعِ
******
قوله رحمه الله: «باب: الْوِتْرِ
بِرَكْعَةٍ وَبِثَلاَثٍ وَخَمْسٍ وَسَبْعٍ وَتِسْعٍ بِسَلاَمٍ وَاحِدٍ وَمَا
يَتَقَدَّمُهَا مِنْ الشَّفْعِ»، هذا الباب: في بيان عدد ركعات الوتر، أن أقله
واحدة، وأن أكثره إحدى عشرة، يكون بواحدة فقط، ويكون بثلاث، ويكون بخمس، ويكون
بسبع، ويكون بتسع، ويكون بإحدى عشرة، ويكون بثلاث عشر، فيختم بركعة واحدة، ولهذا
سُمي وترًا، الوتر: معناه الفرد من الأعداد، الوتر: هو الفرد من الأعداد؛ لأن
الأعداد تنقسم إلى قسمين: عدد فردي، وعدد زوجي، يسمونه الزوجي، ويسمى في الأحاديث
الشفع، ﴿وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ﴾ [الفجر: 3]؛ كما في القرآن.
الشفع يكون من
اثنتين، فأكثر على عدد زوجي، والوتر يكون على واحدة، سواء قبلها شيء، أو ليس قبلها
شيء، هذا هو الوتر.
وتأتي الأحاديث في كيفية صفات الوتر، وهل يسردها بسلام واحد، أو يجلس بين كل اثنتين، ويوتر بواحدة؟ فالصفة المختارة والمرجحة أنه يجلس بين كل اثنتين، ويوتر بواحدة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»([1])، وهذا عام، وكونه صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث، وبخمس، وبسبع، وبتسع، وبإحدى عشرة، وبثلاث عشرة، هذه أحاديث مجملة تبينها الأحاديث المفصلة، وهو أنه يصلي ركعتين، ركعتين، يصلي مثنى،
([1]) أخرجه: أحمد (8/ 179)، والبخاري (1137)، ومسلم (749)، وأبو داود (1326)، (1421)، والترمذي (437)، والنسائي (1674)، وابن ماجه (1320).
الصفحة 1 / 435