باب: صَلاَةِ التَّرَاوِيحِ
******
قوله رحمه الله: «باب: صَلاَةِ
التَّرَاوِيحِ»، من جملة النوافل المؤكدة: صلاة التراويح، وهي مقيدة في شهر
رمضان، وهي سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي من
رمضان، أو من آخر رمضان - كما يأتي -، ثم تأخر عنهم؛ خشية أن تفرض عليهم.
ثم إن عمر رضي الله
عنه في خلافته، لما رأى الناس متفرقين في المسجد يصلون أوزاعًا، كلٌّ خلف إمام،
رأى رضي الله عنه أن يجمعهم على إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم
في تلك الليالي؛ وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خشي أن تُفرض، فلما توفي صلى
الله عليه وسلم، لم يكن هناك خوف من الفرضية؛ لأن التشريع انتهي بوفاته صلى الله
عليه وسلم، فجمعهم عمر رضي الله عنه في خلافته على أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه،
فصلاها بهم، وكان هذا في محضر المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، ولم يعترض عليه
أحد، وهذا من سنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم؛ كما أنه سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم، فهو أيضًا سنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم قال صلى الله عليه وسلم:
«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ»([1])، الخلفاء الراشدون
هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم.
وأما عدد صلاة التراويح، فاختلفت الروايات فيه والمذاهب فيه، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة.
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد