×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

بينما الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه صلوها ثلاثًا وعشرين وهي سنة من سنة الخلفاء الراشدين، ومنهم من يزيد إلى ثمانٍ وأربعين، إلى ثمان وثلاثين، إلى، اختلفت المذاهب في عدد صلاة التراويح.

والقول الوسط الذي تجتمع به الأدلة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنه إن كان يخفف الصلاة، فإنه يزيد في العدد، وإن كان يطيل الصلاة، فإنه يقلل العدد. وعلى هذا يُحمل فعل الصحابة رضي الله عنهم، صلوها ثلاثًا وعشرين؛ لأنهم يخففون صلاة التراويح؛ لأجل الرفق بالناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ؛ فَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ»([1])، فإذا كانوا يصلونها جماعة فإنهم يزيدون في العدد، ويخففون الكيفية.

وأما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، فلأنه كان يصلي وحده في بيته، وقد قال: «فَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ»؛ لأنه لا محظور في ذلك، ليس وراءه أحد يرفق بهم.

فهذا هو الجمع الذي تجتمع به الأدلة بين فعل الصحابة رضي الله عنهم وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا إنكار على من يصلى ثلاثًا وعشرين أو أكثر، أو يصلي إحدى عشرة، لا إنكار في ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم في الواقع لم يحدد عددًا، حث على قيام رمضان، ولم يحدد عددًا، حث على قيام الليل، ولم يحدد عددًا، فيصلي المسلم ما تيسر له.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (703)، ومسلم (467).