×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

باب: مَا جَاءَ فِي الْحَائِل بَيْن الإِْمَام وَالْمَأْمُوم

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِزُ بِهَا بِاللَّيْلِ ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ قِرَاءَته فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ ،

******

  قوله رحمه الله: «باب: مَا جَاءَ فِي الْحَائِل بَيْن الإِْمَام وَالْمَأْمُوم»، يجوز أن يصلي المأموم خلف الإمام، وإن كان بينهما حائل، ما دام في مسجد، ما دام أنه في المسجد.

 قوله رحمه الله: «عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ لَنَا حَصِيرَةٌ نَبْسُطُهَا بِالنَّهَارِ، وَنَحْتَجِزُ بِهَا بِاللَّيْلِ»، حصيرة، يعني: كان لهم غرفة اقتطعوها من المسجد، وستروها بحصير، فإذا جاء النهار، بسطوا الحصير، وإذا جاء الليل، رفعوه، فصار كأنه غرفة، من أجل ماذا؟ من أجل أن يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل.

 «فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ قِرَاءَته فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ»، كان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل، ويكثر، وكان يجهر بالقراءة؛ لأن صلاة الليل جهرية، سواء كانت فريضة أو نافلة، صلاة الليل جهرية، وكان يجهر صلى الله عليه وسلم، فسمعوا قراءته.

فمن حرصهم على الخير والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم جعلوا يصلون في المسجد خلف حصيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبينهم وبينه الحصير، لا يرونه، الرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم، ولم يمنعهم من ذلك.


الشرح