فَلَمَّا
كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ كَثُرُوا فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:
اكْلَفُوا مِنْ الأَْعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ
فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ .
******
«فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ
كَثُرُوا فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اكْلَفُوا مِنْ الأَْعْمَالِ مَا
تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»، صلوا أول ليلة،
وأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الليلة الثانية كثروا، الصحابة رضي الله
عنهم حريصون على الخير وحريصون على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، كثروا
حتى امتلأ المسجد، الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدهم، وقال: «اكْلَفُوا»،
يعني: اعملوا من العمل ما تطيقون؛ لأن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم طويلة،
فكونهم يأتون، ويصلون هذا فيه كلفة عليهم، فكل يصلي في بيته.
صلاة الليل كل يصلي
في بيته، وهذا أفضل، الرسول صلى الله عليه وسلم أراد التسهيل عليهم، والتيسير
عليهم، وأنه ليست هناك حاجة ليأتوا، وأيضًا صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم طويلة
لا يطيقونها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد التسهيل عليهم؛ لأنه يحب لأصحابه
وللمسلمين السهولة، والتيسير في العبادة، والاقتصاد في العبادة، ولا يحب لهم أن
يكلفوا أنفسهم، وأن يشقوا على أنفسهم، هذه سنته صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: «فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»، هذا لأنه ربما أنهم يملون الصلاة من طولها ومن كلفتها، ويتركون العمل.
([1])أخرجه: أحمد (26038).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد