ثم إذا إن الإنسان
اعتدل في صلاته، صلى صلاة معتدلة وخفيفة، فإنه ادعى للاستمرار عليها، أما إذا كانت
الصلاة طويلة وشاقة، ربما يتركونها ويملون العمل، فالإطالة تسبب الملل، وأما
التسهيل والتخفيف، فيسبب الاستمرار، وهذا فيه الاقتصاد في العبادة، وعدم المشقة
على النفس، والتوسط في ذلك، وهذا الذي يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، وإن
كان هو في نفسه يطيل الصلاة حتى تفطرت قدماه من طول القيام، فهو صلى الله عليه
وسلم ليس كغيره.
وقوله: «فَإِنَّ اللَّهَ
لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»: هل الله يمل؟ إذا مللنا، هل الله يمل؟ الله لا
يمل سبحانه، ولكن قالوا: هذا من باب المجازاة؛ مثل: ﴿فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ﴾ [التوبة: 79]. هذا من باب
المجازاة؛ أن من مل العبادة، فإن الله يمل منه؛ من باب المقابلة والمجازاة.
﴿نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67]، هل الله ينسي؟ !
لا، هذا من باب المجازاة.
***
الصفحة 3 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد