والثاني - وهي مسألة مهمة -:
أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته، وما يأتي به بعده، فهو آخر صلاته، ما
يدركه مع الإمام هو أول صلاته، ولذلك يكبر تكبيرة الإحرام، ويأتي بالاستفتاح،
ويقرأ الفاتحة وسورة، وما يقضيه أو يتمه، فهو آخر صلاته، فهذه مسألة مهمة.
وفي قصة الرجال الذين
صار لهم جلبة، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «فَلاَ تَفْعَلُوا»، دل على
أنه لا تجوز العجلة في المشي إلى المسجد، وإنما يمشي على هينته، وليس هناك شيء
يفوت، ما أدرك يصل، وما فاته يتمه، أو يقضيه، فلا يكون عليه ضرر في ذلك.
قوله: «بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا
شَأْنُكُمْ؟» قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إلَى الصَّلاَةِ»، الجلبة: العجلة،
فسرها الحديث، الجلبة: هي العجلة التي يكون لها صوت.
قوله: «فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟»
قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إلَى الصَّلاَةِ»، هذا فيه دليل: على تعليم الناس، سؤالهم
أولاً، ثم تعليمهم المشروع.
قوله: «قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلُوا، إذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةَ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»»، وقوله: «أَتِمُّوا» يدل على: أن ما يأتي به بعد سلام الإمام أنه إتمام للصلاة، وليس قضاءً، فدل على أن ما يدركه مع الإمام هو أول صلاته، وأن ما يأتي به بعد سلام الإمام هو آخر صلاته، إتمام لها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد