وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا
سَمِعْتُمْ الإْقَامَةَ
******
«إذَا سَمِعْتُمْ الإِْقَامَةَ»: هذا
دليل على أن قبل الإقامة لا مانع من السرعة، وأما إذا سمع الإقامة أو التثويب
للصلاة - التثويب هو الإقامة -، فإنك لا تستعجل.
وأيضًا دل الحديث
على ما ذكرنا؛ أن ما أدرك مع الإمام هو أول صلاته، وما يأتي به هو آخر صلاته،
ويترتب على هذا أحكام الصلاة.
لكن رواية: «فَاقْضُوا»،
هذا يدل على أن ما يأتي به بعد الإمام قضاء، قضاء لما فات، وليس إتمامًا، فيدل على
أن ما أدركه مع الإمام هو آخر صلاته، وأنه يقضي أولها بعد الإمام، لكن أجاب العلماء
عن هذا؛ بأن القضاء بمعنى الإتمام، لا تنافي بين الروايتين، القضاء بمعنى الإتمام؛
﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ﴾ [فصلت: 12]، أي: أتمهن سبحانه
وتعالى، فرغ من خلقهن، فالقضاء يأتي بمعنى الإتمام، فلا تنافي بين الروايتين،
فمعني «فَاقْضُوا»، أي: فأتموا، فتكون رواية: «فَأَتِمُّوا» مفسرة
لقوله: «فَاقْضُوا».
﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [النساء: 103]، قضيتم الصلاة،
يعني: أديتموها، ليس معناها أديتموها بعدما فاتت، لا. فالقضاء يأتي بمعنى الفراغ، ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ﴾، يعني: فرغتم منها،
قضيتم الصلاة، وليس معناه أنهم صلوا الفائتة، لا، هذا الفراغ من الصلاة يسمى
قضاءً.
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الجمعة: 10]، ليس معناه أنها
فائتة، معناه: إذا أديتم الصلاة - صلاة الجمعة -، فانتشروا في الأرض، إذا
أديتم صلاة الجمعة وفرغتم منها، انتشروا في الأرض،