×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَاءَ ،

******

والصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى من الملائكة.

والصلاة من الملائكة: الاستغفار، ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا[الأحزاب: 43].

والصلاة من الآدميين: الدعاء للمصلى عليه، صلى، يعني. دعا له؛ لأن الصلاة يراد بها الدعاء، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103]، يعني: ادْعُ لهم.

فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر السار عن الله جل وعلا بواسطة جبريل عليه السلام؛ أن من صلى الله عليه، فإن الله يصلي على هذا المصلي، ومن سلم على النبي صلى الله عليه وسلم؛ وله، فإن الله يسلم عليه؛ لأن الجزاء من جنس العمل.

فهذا فيه: فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن من فعل ذلك أن الله يجازيه بأن الله يصلي عليه، ويسلم عليه، وهذا فضل عظيم، ولذلك سجد النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الخبر السار عن الله سبحانه وتعالى.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَاءَ»، عزوراء: اسم موضع عند الجحفة.


الشرح