نَزَلَ
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ
طَوِيلاً، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً. ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَعَلَهُ
ثَلاَثًا، وَقَالَ: «إنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ لأُِمَّتِي، فَأَعْطَانِي
ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْت سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّي، ثُمَّ رَفَعْت رَأْسِي
فَسَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا
لِرَبِّي ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي، فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ
الآْخِرَ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي»([1]).
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
******
«وَقَالَ: «إنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ
لأُِمَّتِي، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْت سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّي،
ثُمَّ رَفَعْت رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ
أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي
لأُِمَّتِي، فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الآْخِرَ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي»»،
النبي صلى الله عليه وسلم يريد الخير للأمة، ويدعو ربه لها، وهذا من نصحه صلى الله
عليه وسلم وشفقته على أمته، الله جل وعلا قال عنه: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا
عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم﴾ [التوبة: 128]، فهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته، ﴿حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 128].
من حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته: أنه دعا أن يشفعه الله في أمته، فشفعه في ثلثها، ثم دعا ربه ثانية، فشفعه في ثلثها - أيضًا -، ثم دعا ربه الثالثة، فشفعه في الثلث الآخر، فشفعه إذًا في أمته كلها يشفع لها عند الله سبحانه وتعالى، وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته، فهو الشافع المشفع.
([1])أخرجه: أبو داود (2775).