قَالَ:
فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ
فِي الصَّلاَةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ،
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ
التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ
إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ اُمْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ
أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى
فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، ثُمَّ
انْصَرَفَ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إذْ
أَمَرْتُكَ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ
يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم: «مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمْ التَّصْفِيقَ، مَنْ
نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إذَا سَبَّحَ اُلْتُفِتَ
إلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»([1]).
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
******
فأقام الصلاة، فبدأ بهم الصلاة، ثم حضر الرسول
صلى الله عليه وسلم، وحصل ما ذُكِرَ.
وفيه - أيضًا -: تنبيه الإمام إذا احتيج إلى
ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ،
فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْتُصَفِّحِ النِّسَاءُ»، وفي هذه الواقعة أن
الرجال همَّ الذين صفقوا لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لينبهوا أبا بكر رضي
الله عنه بمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما صلى بهم الرسول صلى الله عليه
وسلم، سأل أبا بكر رضي الله عنه: لماذا تأخر؟ فأجابه بما ذُكِرَ.
وسأل المصلين: لماذا تصفقون؟ ثم قال: «مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إذَا سَبَّحَ اُلْتُفِتَ إلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»، هذا هو
([1])أخرجه: أحمد (37/ 500)، والبخاري (684)، ومسلم (421).