×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ ، فَحَانَتْ الصَّلاَةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أَتُصَلِّي بِالنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ ،

******

  وسبب هذه الواقعة: هو أنه حصل اختلاف بين بني عمرو بن عوف، حصل بينهم اختلاف، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم.

ففيه: الإصلاح بين المسلمين، وفضل ذلك، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله، والله أمر به، ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ [الأنفال: 1]، وقال تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النساء: 114].

واختلفت الرواية: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس في غيبته؟ هذا ورد فيها، أنه لما أراد صلى الله عليه وسلم أن يذهب، أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس، فأبو بكر رضي الله عنه امتثل هذا.

 وفي هذه الرواية: أنه لم يستخلفه، ولم يأمره أن يصلي بالناس، ولكن المؤذن، وهو بلال رضي الله عنه لما تأخر الرسول صلى الله عليه وسلم، خشي أنه لا يأتي، فطلب من أبي بكر رضي الله عنه أو عرض عليه أن يصلي بالناس، فقبل أبو بكر رضي الله عنه.

فهذا فيه: دليل على أن الإمام إذا تأخر، فللجماعة أن يستخلفوا من يصلي بدلاً عنه.

وفيه: أن المؤذن لا يقيم إلا بإذن الإمام؛ فإن بلالاً رضي الله عنه لما عرض على أبي بكر رضي الله عنه أن يصلي بالناس، وقبل استأذنه أن يقيم الصلاة،


الشرح