وَقَدْ
ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَاهُمَا مَعَ الْفَرِيضَةِ لَمَّا
نَامَ عَنْ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ([1]) .
******
قوله رحمه الله: «وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَاهُمَا مَعَ الْفَرِيضَةِ لَمَّا نَامَ عَنْ
الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ»، كانوا في سفر، ولما صار آخر الليل، نزلوا، وأمر صلى
الله عليه وسلم بلالا رضي الله عنه أن يرصد له الصبح، ليوقظهم لصلاة الفجر، ولكن
لكونهم قد سهروا الليل وتعبوا، ناموا نومًا مستغرقًا، وحتى بلال رضي الله عنه الذي
كان يرقب الفجر أخذه النوم من تعبه رضي الله عنه، أخذه النوم مع أنه متهيئ لمراقبة
الفجر، فناموا إلى أن أيقظهم حر الشمس، فاستيقظوا، فالرسول صلى الله عليه وسلم كلم
بلالاً رضي الله عنه، وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذني الذي أخذ
بعينك، يعني: أنه أصابه النوم؛ كما أصاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحلوا
من مكانهم، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالارتحال من مكانهم، وتقدموا قليلاً،
ثم أمر بلالاً، فأذن، ثم صلوا ركعتي الفجر الراتبة، ثم أمر بلالاً: فأقام، فصلى
بهم الفجر صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل على أنهما تقضيان مع تقضي صلاة الفجر
قبلها، ولا تتركان.
***
الصفحة 7 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد