وَعَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «شُغِلَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم
عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ، فَصَلاَّهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ»([1]) .
رَوَاهُ النَّسَائِيّ.
وَعَنْ
مَيْمُونَةَ رضي الله عنها : «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يُجَهِّزُ بَعْثًا ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ظَهْرٌ ، فَجَاءَهُ ظَهْرٌ مِنْ
الصَّدَقَةِ ، فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ بَيْنَهُمْ ، فَحَبَسُوهُ حَتَّى أَرْهَقَ
الْعَصْرُ .
******
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «شُغِلَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عَنْ
الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ»»، مثلما سبق.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ مَيْمُونَةَ
رضي الله عنها »؛ ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها.
«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يُجَهِّزُ بَعْثًا»، يجهز بعثًا، يعني: غزوًا؛ إما سرية، أو جيش، وهذا
دليل على أن إقامة الجهاد والأمر به وترتيب الجهاد من خصائص الإمام.
«وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ظَهْرٌ»، يعني:
ليس عنده دواب للغزو، فجاءه دواب، فجعل يجهزها، وشغلته عن الصلاة قبل العصر.
«فَجَاءَهُ ظَهْرٌ مِنْ الصَّدَقَةِ»، من
الزكاة يعني، من دواب الزكاة من الإبل، أكيد من الإبل؛ لأن الخيل ليس فيها زكاة.
«فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ بَيْنَهُمْ»،
يعني: بين البعث، يعني: يجهزهم.
«فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ بَيْنَهُمْ، فَحَبَسُوهُ حَتَّى أَرْهَقَ الْعَصْرُ»، يعني: حضرت صلاة العصر، ولم يبق وقت لصلاة الركعتين قبلها.
([1]) أخرجه: النسائي (580).