×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الْمَكْتُوبَةِ ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »([1]) . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ وَلَفْظُهُ: إنَّ الْوِتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ ،

******

مستحب، متأكد مستحب، وأبو حنيفة يرى أنه واجب؛ لأن قوله: «فَلَيْسَ مِنَّا» يدل على الوجوب، هذا لأنه لا تجب إلا الصلوات الخمس، لا يجب ولا يفرض إلا الصلوات الخمس، وما زاد عليها، فهو تطوع.

لما قال له الأعرابي: «هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟»، يعني: الصلوات الخمس. قال: «لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ»([2]).

فقوله: «فَلَيْسَ مِنَّا» هذا من باب: التأكيد، وليس من باب: الحكم عليه بالكفر.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الْمَكْتُوبَةِ»»، هذا يفسر قوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا».

قول علي رضي الله عنه: «الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الْمَكْتُوبَةِ» يفسر الذي قبله.

 قوله رضي الله عنه: «وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، هذا يفسر قوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا»، ليس أن المراد وجوب الوتر، وإنما المراد تأكيده والحث عليه، هذا هو المراد.

 قوله رحمه الله: «وَابْنُ مَاجَهْ وَلَفْظُهُ: «إنَّ الْوِتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ»»، ليس بحتم مثل كلام علي رضي الله عنه.


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد (927).الترمذي (453)، والنسائي (1675).

([2]) أخرجه: البخاري (46)، ومسلم (11).