وَفِيهِ:
دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لاَ يُعْتَدُّ بِهِ قَبْلَ الْعِشَاءِ بِحَالٍ .
******
ففي الحديث: بيان أول صلاة
الوتر وآخر صلاة الوتر، وأنها محصورة فيما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر؛ فلا يشرع
الوتر قبل صلاة العشاء، ولا يشرع بعد صلاة الفجر؛ لأنه وقته محدود فيما بين صلاة
العشاء وطلوع الفجر، فإذا صلاها قبل صلاة العشاء، فقد صلاها قبل وقتها، وإذا صلاها
قبل الصبح، فقد صلاها بعد خروج وقتها.
قوله رحمه الله: «وَفِيهِ: دَلِيلٌ
عَلَى أَنَّهُ لاَ يُعْتَدُّ بِهِ قَبْلَ الْعِشَاءِ بِحَالٍ»، قال المصنف
رحمه الله: وفيه - أي: في هذا الحديث -: دليل على أنه لا يعتد بصلاة الوتر قبل
صلاة العشاء؛ لهذا الحديث.
لا يعتد بحال، فلا
أحد يقول: أنا لي شغل، أو أنا أخشى أن أنساها، أو ما أشبه ذلك، فلا يعتد بصلاة
الوتر قبل صلاة العشاء بحال من الأحوال.
وهذا مثل الحديث الذي قبله؛ أن وقت صلاة الوتر يمتد من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأنه يستوي من حيث الصحة والإجزاء، يستوي في ذلك، يصليها في أول الليل بعد صلاة العشاء، أو من وسط الليل، أو من آخر الليل، وآخر الليل أفضل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد