وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ،
فَانْتَهَى وَتْرُهُ إلَى السَّحَرِ»([1]).
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ .
وَعَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا»([2])
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ وَأَبَا دَاوُد .
وَعَنْ
جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَيُّكُمْ خَافَ
أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ
بِقِيَامٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ ،
******
وفي قولها رضي الله عنها: «فَانْتَهَى
وَتْرُهُ إلَى السَّحَرِ» دليل على أنه لا يجوز الوتر بعد السَّحر، وهو طلوع
الفجر.
«أَوْتِرُوا»، أي: صلوا صلاة الوتر.
«قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا»، أي: قبل أن
يطلع الفجر، وهذا يؤكد انتهاء وقت الوتر بالإصباح، وهو طلوع الصباح.
وهذا فيه دليل: على أن الأفضل لمن يخاف ألا يقوم من آخر الليل أن الأفضل أن يوتر من أول الليل؛ ضمانًا للمحافظة على الوتر، وأن من يرجو أن يقوم آخر الليل، أو عنده ما يضمن له ذلك، فإنه يجعله في آخر الليل؛ لأن هذا أفضل، الوتر آخر الليل أفضل إلا لعارض، وهو أن يخاف ألا يقوم آخر الليل.
([1])أخرجه: أحمد (41/ 278)، والبخاري (996)، ومسلم (745)، وأبو داود (1435)، والترمذي (456)، والنسائي (1681)، وابن ماجه (1185).