فَإِنَّ
قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .
******
ثم بين صلى الله
عليه وسلم سبب أفضلية الوتر في آخر الليل، وهو أن قراءة القرآن في آخر الليل
محضورة، يعني: تحضرها الملائكة؛ كما أن الملائكة تحضر صلاة الفجر، ﴿إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78]. فآخر الليل أفضل، إلا لمن عرض له عارض، يخشى ألا
يتمكن من الوتر في آخر الليل.
«فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ
مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»، قراءة آخر الليل، يعني قراءة القرآن في صلاة
الليل في آخر الليل أفضل لحضور الملائكة لها، فهذا يرجح آخر الليل على أوله ووسطه،
والله جل وعلا قال: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ
وَطۡٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]، وناشئة الليل هي القيام بعد نوم، يقال: نشأ إذا
قام.
﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ﴾، أي: القيام بعد النوم، فدل
على أفضلية الوتر في آخر الليل.
﴿هِيَ أَشَدُّ وَطۡٔٗا﴾، أي: مواطأة اللسان للقلب؛ لأن القلب يحضر في الليل
أفضل عند القراءة.
﴿وَأَقۡوَمُ قِيلًا﴾: أقوم في القراءة؛ لأنه يكون نشيطًا، يستحضر القراءة أحسن مما كان يغالبه النوم في أول الليل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد