لاَ
أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»([1]).
رَوَاهُمَا الْخَمْسَة .
******
«لا أحصي ثناء عليك»: يقول صلى الله
عليه وسلم في دعائه: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ»؛ لأن نعم الله كثيرة،
ولا أحد يحصيها، فضلاً عن أن يقوم بشكرها؛ ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ
لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل: 18]، ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ
ٱللَّهِ﴾: مجرد عدد، لا تقدر على هذا من كثرة نعمه، فكيف تقدر على
الثناء عليه سبحانه وتعالى، وهذا أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وأعظم الخلق
عبادة لله عز وجل، يعترف بعجزه عن القيام بحق الله جل وعلا على الوفاء والتمام،
هذا اعتراف من الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف فبغيره؟ ! فالمؤمن مهما عمل من
الأعمال، فإنه يتقالها في جانب الله سبحانه وتعالى، ولا يتكثر في عبادته أو يرى أنه
بلغ منزلة رفيعة، بل يعتبر نفسه مقصرًا، وأنه لم يوف الله حقه، فيسأل الله العفو
عن تقصيره، وهذا معنى العبودية لله عز وجل.
«أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»:
لا يحصي الثناء على الله إلا هو سبحانه وتعالى.
قد اختلف العلماء في
قنوت الوتر، هل هو قبل الركوع، أو بعد الركوع؟ لورود الأحاديث بهذا وبهذا، فالأمر
واسع في هذا، سواء قنت قبل الركوع، أو قنت بعد الركوع.
***
([1])أخرجه: أحمد (751)، أبو داود (1427)، والترمذي (3566)، والنسائي (1747)، وابن ماجه (1179).
الصفحة 9 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد