×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وَتْرِهِ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ

******

 وكذلك يقول في آخر هذه الكلمات: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ»: صفتان الله، فالله جل وعلا يرضى ويسخط؛ كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، فهو يعوذ؛ أي: يلوذ ويلتجئ برضا الله من سخط الله.

 «وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك»: الله جل وعلا يعافي ويعاقب، فأنت تستعيذ بصفة من صفة أخرى، تستعيذ بصفة العفو، فالله عفو - سبحانه -، عفو غفور، تستعيذ بها من العقوبة؛ فإن الله جل وعلا يعاقب، وهو شديد العقاب، فكما أنه يعفو، فهو يعاقب؛ ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ[غافر: 3].

 «وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ»، أي: أعوذ بك منك، فهو يعوذ بالله من غضب الله جل وعلا؛ لأن الله جل وعلا يغضب، ويعاقب، ويحاسب عباده، فأنت تعوذ بالله وبصفاته، صفات الخير وصفات النعم من صفات الغضب ومن صفات العقوبة وغير ذلك.

هذا فيه: إثبات صفات الله عز وجل، والتعوذ بها من آثار الصفات الأخرى؛ لأنه لا ينجي من غضبه إلا هو سبحانه، ولا ينجي من انتقامه إلا عفوه، ولا ينجي من سخطه إلا رضاؤه، لا ملجأ منك إلا إليك، وهو سبحانه يجير ولا يجار عليه، فلا أحد يجيرك من الله إلا هو سبحانه وتعالى، فتلجأ إليه.


الشرح