×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنْ اللَّيْلِ  أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ .

******

 «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنْ اللَّيْلِ»، يعني: عن قراءته للقرآن في صلاة الليل؟ لأنهم كانوا يقرؤون القرآن في صلاة الليل، ويحزبونه على حسب الليالي وعلى حسب السور، فمنهم من يحزبه في ثلاث ليال، ومنهم من يحزبه في عشر ليال، ومنهم من يحزبه أقل أو أكثر، فالحزب: هو المقدار الذي يقرؤه المسلم في صلاة الليل، هذا هو الحزب. من نسيه في الليل، أو نام عنه، فإنه يصليه في النهار، وقد بين صلى الله عليه وسلم الوقت الذي يقضى فيه، وتقضى فيه صلاة الليل، ويقضي فيه الوتر، وهو ما بين ارتفاع الشمس إلى قبيل الزوال، كل هذا وقت للقضاء، أما بعد الزوال، فيكون قد انتهى، فلا يقضيه بعد الظهر.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنْ اللَّيْلِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ»»، إذا كان صلاة الليل يقرأ فيها، فهو يبدأ من ارتفاع الشمس.

أما إذا كان القصد تلاوة القرآن، وهو جالس من غير صلاة، فهذا أمره موسع، فإذا قرأه ما بين صلاة الفجر إلى دخول وقت الظهر، فكأنما قرأه الليل.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد، ومسلم (747)، وأبو داود (1313)، والترمذي (581)، والنسائي (1790)، وابن ماجه (1343).