قَالَ:
فَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: «شَهْرُ اللَّهِ
الْمُحَرَّمُ»([1]).
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ,وَلاِبْنِ مَاجَهْ مِنْهُ فَضْلُ
الصَّوْمِ فَقَطْ.
وَعَنْ
عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ
الآْخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ فَكُنْ»([2]).
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
******
كان داود عليه السلام ينام
نصف الليل، ويقوم ثلثه، خير القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه،
وينام سدسه قبل الفجر حتى ينشط لصلاة الفجر، وخير الصيام صيام داود، وكان يصوم
يوما ويفطر يوما([3]).
وفي هذا الحديث: أن الرسول صلى الله عليه
وسلم لم يصم شهرًا كاملاً، إلا شهر الله المحرم، وليس معنى أنه صامه أنه أكمله،
وإنما صام أغلبه، أغلب الشهر، وإلا فهو صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرًا كاملاً
إلا رمضان.
وهذا - أيضًا - فيه: فضل ثلث الليل الآخر؛ لأنه وقت النزول الالهي ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، ليس مثل نزول المخلوق، وإنما هو نزول يليق بجلال الله سبحانه، لا
([1])أخرجه: أحمد (13/ 396) و(14/ 97، 215)، ومسلم (1163)، وأبو داود (1419)، والترمذي (438)، والنسائي (1613)، وابن ماجه (1742).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد