يعلم كيفيته إلا هو؛
«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَبْقَى ثُلُثُ
اللَّيْلِ الآْخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي؟ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ
يَسْتَغْفِرُنِي؟ فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي؟ فَأُعْطِيَهُ»([1])، وفي رواية: «فَلاَ
يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ»([2]).
فينبغي للمسلم أن
يقوم في هذه الفترة الثلث الأخير من الليل؛ ليوافق النزول الإلهي، وقت إجابة
الدعاء، وغفران الذنوب، وإعطاء السؤال، فرصة عظيمة للمسلم، ترفع حوائجك إليه في
هذه الفترة العظيمة.
وأهل التأويل
يقولون: «يَنْزِلُ رَبُّنَا»، يعني: ينزل أمره، وهذا تأويل باطل، هل أمره
يقول: «مَنْ يَسْأَلُنِي؟ فَأُعْطِيَهُ» ؟ هل الأمر يعطي؟ ! «مَنْ
يَسْتَغْفِرُنِي»، هل الأمر يستغفر، أو الله الذي يستغفر؟ «مَنْ
يَسْتَغْفِرُنِي,فَأَغْفِرَ لَهُ».
الله جل وعلا لم
يقل: أمري، بل هو ينزل - سبحانه -، ينزل نزولاً يليق بجلاله، ونحن لا نحكم على
الله، ونقول: كيف ينزل؟ لم يكلفنا الله بهذا.
ولهذا لما سُئِل مالك رحمه الله عن الاستواء، كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم - يعني: معناه معلوم -، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال به بدعة، هذا جواب الإمام مالك رحمه الله، وهو جواب مُسكت لكل مبتدع، ولكل متأول، نحن لم يكلفنا الله.
([1])أخرجه: البخاري (1145)، ومسلم (758).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد