×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلاَةِ إلَى اللَّهِ عز وجل صَلاَةُ دَاوُد، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ ،

******

يقول: «ثُلُثُ اللَّيْلِ بِاخْتِلاَفِ الأَْقَالِيمِ، فَكَيْفَ يَنْزِلُ ؟»، نقول: هذا راجع إلى الله، الله على كل شيء قدير، هو الذي خلق الليل، وخلق الأقاليم، هو الذي أخبرنا هو أنه ينزل ثلث الليل، كيفما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، هل الله كلفكم تبحثون عن هذه الأمور؟! نحن نؤمن بهذا، ونعمل به، ولا نسأل عن الكيفية، والله جل وعلا قال: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا [طه: 110]، لا أحد يحيط بالله علمًا؛ كيف ينزل؟ كيف يستوي؟ كيف. «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآْخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ»، إذًا الليل كله فترات للقيام، قم بين العشاءين - كما سبق -، قم في الثلث الأول من الليل، قم في الليل الأوسط، قم في الثلث الأخير.

أما أنك تقوم الليل كله، هذا غير مشروع، لكن قم من الليل، قم من الليل من أوله، من وسطه، من آخره إلا أن وسطه وآخره أقل من أوله.

 كان ينام نصف الليل الأول؛ ليأخذ راحته وحظه من النوم، لا يحرم نفسه من النوم، ويقم ثلثه الذي بعد النصف، وينام سدسه، هذا هو جوف الليل لمن وفقه الله.


الشرح