×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

 وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد .

******

الليل؟ «فَقَالَتْ: «كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا أَسَرَّ، وَرُبَّمَا جَهَرَ»»، كل هذا فعله الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أحيانًا يجهر، وأحيانًا يُسر.

 في هذا الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل، يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين، فهذا فيه دلالة على استحباب: افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين قبله؛ لأنهما ينشطان على قيام الليل، ويتدرجان به، فهذا مستحب.

وقال بعض العلماء: إنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الليل ثلاث عشرة ركعة، معناه: أنه يصلي إحدى عشرة ركعة حال التهجد، وتضاف إليه الركعتان الخفيفتان، فيكون ثلاث عشرة.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»»، وهذا بمعنى الحديث الذي قبله، إلا أن الحديث الذي قبله يذكر فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، فتكون الركعتان الافتتاحيتان ثابتتين بفعله وبقوله صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد مشروعيتهما.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم (767)، وأحمد (24017).

([2])أخرجه: أحمد (15/ 98)، ومسلم (768)، وأبو داود (1323).