وَعَنْ
زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى ، فَقَالَ: «صَلاَةُ
الأْوَّابِينَ إذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ
مِنْ الضُّحَى»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ .
******
خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل قباء،
يعني: مسجد قباء من الأنصار رضي الله عنهم، الذين أثنى الله عليهم وعلى مسجدهم،
وشرع الصلاة في مسجد قباء؛ ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى
ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ
أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108].
كان صلى الله عليه
وسلم يخرج إليه كل سبت ماشيًا وراكبًا، ويصلي فيه ركعتين، ثم يرجع إلى منزله صلى
الله عليه وسلم، خرج إلى أهل قباء، وهم يصلون الضحى، فدل على مشروعية صلاة الضحى؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم عليها.
«صَلاَةُ الأَْوَّابِينَ»، يعني: التائبين،
الأوَّابُ: هو التائب الراجع، والأوب هو الرجوع، التائب يسمى أوابًا؛ لأنه يرجع
إلى الله، ويتوب إليه، ﴿وَوَهَبۡنَا لِدَاوُۥدَ
سُلَيۡمَٰنَۚ نِعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ﴾ [ص: 30]، وقال في أيوب عليه
السلام: ﴿إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ﴾ [ص: 44]، يعني: تواب إلى
الله سبحانه وتعالى، فالأوَّاب: هو التائب إلى الله، وأوَّاب يعني: كثير التوبة،
وكثير الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
«إذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ»: ترمض الفصال، يعني: تجد حر الشمس على الأرض، فهذا دليل على أن أفضل وقت لصلاة الضحى في آخر الضحى حين تنزل حرارة الشمس على الأرض؛ أنه يصليها
([1])أخرجه: أحمد (32/ 9)، ومسلم (748).