عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ :
******
هذه هي أقرب الأقوال - يعني:
هذه الأربعة - هي أقرب ما قيل في صلاة الضحى أنها مشروعة، وأنها غير مشروعة، وأنها
مشروعة لسبب، أنها مشروعة، لكن لا يداوم عليها كل يوم.
وأما أقلها ركعتان،
وأكثرها ثماني ركعات، وقيل: أكثرها اثنتي عشرة ركعة - كما يأتي -.
هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي
خَلِيلِي»: خليلي، يعني: حبيبي، الخلة هي أعلى درجات المحبة، والصحابي رضي
الله عنه يقول: خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الرسول صلى الله عليه وسلم
لا يقول: خليلي فلان؛ لأن الله اتخذه خليلاً، فلا يتخذ خليلاً آخر مع الله،
فالرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول خليلي؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً»([1])، مع أنه يحب أبا
بكر رضي الله عنه حتى أكثر من غيره، المحبة غير الخلة، الخلة أعلى درجات المحبة،
فيجوز للصحابي أن يقول: خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز للرسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يقول: خليلي فلان؛ لأن الله اتخذه خليلاً.
«أَوْصَانِي خَلِيلِي رَسُول اللَّه صلى الله
عليه وسلم بِثَلاَثٍ»: بثلاث خصال:
الأولى: أن يوتر قبل أن ينام؛ لأنه رضي الله عنه كان يسهر على حفظ الحديث، يحتاج إلى النوم آخر الليل، فأوصاه صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل أن ينام، وهذا يدل على آكدية الوتر، وأن من يخشى ألا يقوم آخر الليل، فإنه يوتر أول الليل - كما سبق -، ولا يترك الوتر.
([1])أخرجه: البخاري (3656).