عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُْمُورِ كُلِّهَا كَمَا
يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ ، يَقُولُ: «إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ
بِالأْمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ
مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ
لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ،
******
قال: «كَانَ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُْمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا
السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ»: هذا دليل على أهمية الاستخارة أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يعلمهم إياها؛ لأهميتها.
«إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَْمْرِ فَلْيَرْكَعْ
رَكْعَتَيْنِ»، إذا هم بالأمر، فليصل ركعتين، هذه نافلة من النوافل، من
النوافل صلاة الاستخارة.
«مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ»: من غير
الصلاة المفروضة، فهي نافلة، وليست واجبة، ولا يكتفي بصلاة الفريضة عنها، ولا
يكتفي - أيضًا - بالسنن المعينة لأشياء مثل تحية المسجد، مثل صلاة الضحى، لا، هذه
مستقلة، هذه صلاة مستقلة تسمى صلاة الاستخارة، فيصلي هاتين الركعتين، لا يزيد
عليها، ركعتين فقط، ولا يكررهما، يصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم ليدعو، لا بد من
أنه يجمع بين الصلاة والدعاء؛ فلا يكتفي بالصلاة فقط، ولا بالدعاء فقط، بل لا بد
أن يجمع بينهما، هذا هو المشروع، ويدعو بالدعاء المذكور في الحديث.
«اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقْدْرَتِكَ»: هذا فيه التوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، وهي الأسماء والصفات التي تناسب حاجته، فيتوسل إلى الله بها؛ قال الله جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]، ﴿فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ بأسمائه وصفاته، هذا من أسباب: الإجابة، وهذا من التوسل المشروع.