×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقْدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ ،وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ،

******

 «أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ»، يعني: أطلب منك ما فيه الخير أن توجهني إليه.

 «وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقْدْرَتِكَ»: التوسل إلى الله بقدرته؛ إن الله جل وعلا على كل شيء قدير.

 «وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ»: فضل الله واسع، فهو عظيم، ولا حد له، فهذا - أيضًا - من الدعاء المستحب، توجيه الإنسان نحو ما فيه الأصلح هذا من فضل الله عز وجل.

 «فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ»، العبد له قدرة، والله جل وعلا له قدرة.

 «وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ»، العبد له علم، والله جل وعلا له علم، ولكن قدرة العبد قاصرة، وعلم العبد قاصر، أما القدرة التامة، فهي لله عز وجل، وكذلك العلم الشامل العام هذا لله عز وجل، الإنسان يعلم شيئًا، ويجهل أشياء، يقدر على شيء، ويعجز عن أشياء، فقدرة العبد وعلمه قاصران.

 «وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ»، هذا في القرآن: ﴿عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ [المائدة: 109]، وعلام: صيغة مبالغة من العلم. والغيوب: ما غاب عنا، هذا يسمى الغيب، علم الغيب، ومنه المستقبل، المستقبل من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ومنه هذا الشيء تريده أنت، فهو من الغيب، لا تدري هل هو خير أو شر، فهو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.


الشرح