ثُمَّ
أَرْضِنِي بِهِ» . قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»([1]).
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ مُسْلِمًا .
******
«ثُمَّ أَرْضِنِي
بِهِ»، يعني: رغبني فيه، اجعلني مطمئنًا إليه، مقتنعًا به.
«قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»»، يسمي
حاجته: هذا الأمر، هذا مبهم، لا تقل: اللهم إن كان هذا الأمر، ولكن قل: إن كان هذا
الزواج من هذه المرأة، أو كانت هذه المشاركة مع هذا الرجل أو هذا الشخص، السفر
معه، إلى آخره، تسميه، تسمي حاجتك.
فهذا الحديث فيه: مشروعية الاستخارة.
وفيه: أنها تتكون من
شيئين: صلاة ركعتين، ودعاء.
وفيه: أنه إذا فعل هذا،
ومالت نفسه إلى أحد الأمرين، فإنه يتجه إليه، هذا دليل على أن الله اختاره له،
فيتجه إليه.
وإن وجد نفسه لا
يرغب في هذا الشيء بعد الاستخارة، فهذا دليل على أن الله صرفه عنه، واستجاب دعاءه،
فيتركه، فهذا فيه فعل الأسباب، مع التوكل على الله عز وجل.
قد يسأل سائل، يقول:
إذا صلى ودعا، ولم يتبين له شيء، لا إقدام ولا انصراف عن الشيء، ماذا يعمل؟ يكرر،
يكرر الاستخارة، يصلي ويدعو ويصلي ويدعو بهذا الدعاء، إلى أن يجد من نفسه ميلاً
إلى أحد الجانبين.
***
([1])أخرجه: أحمد (23/ 55)، والبخاري (1162، 6382)، وأبو داود (1538)، والترمذي (480)، والنسائي (3253)، وابن ماجه (1383).
الصفحة 6 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد