عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ
مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ،
******
وإذا نظرت إلى ما يقال في
القيام وما يقال في السجود، فالقرآن أفضل بلا شك.
هذا حجة من فضل السجود على القيام: «أَقْرَبُ
مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»، والله جل وعلا قال: ﴿وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب﴾ [العلق: 19]، أي: اقترب من الله جل وعلا.
وقرب الله من عبده
كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى؛ كسائر صفاته، فهو قريب في علوه، عليٌ في دنوه، فوق
عرشه، وهو قريب من عبده الساجد قربًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
أما الشوكاني رحمه
الله فإنه أَوَّلَ هذا، قال: إن المراد القرب من رحمته، وهذا غلط، بل قرب حقيقي،
ولكنه يليق بجلال الله سبحانه وتعالى، فهو وإن كان قريبًا من عبده، فهو على عرشه
سبحانه وتعالى؛ ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾ [الحديد: 4]، فالله لا يقاس على
خلقه.
ويقال: «إذا كان
على عرشه، فهو بعيد عن عبده، فيكون معنى القرب: القرب من رحمته»، وهذا غلط، بل
قرب حقيقي يليق بالله عز وجل.
«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»، لماذا يكون أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد؟ نظرًا لحالته وخضوعه لله عز وجل، وأنه جعل أشرف ما فيه - وهو الوجه -، جعله معفرًا بالتراب، أشرف ما في العبد من الأعضاء هو الوجه، ومع هذا يسجد لله عز وجل، ويخضع لله عز وجل، فالله يحب هذا من عبده.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد