×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ قَرَأَ ﴿وَٱلنَّجۡمِ فَسَجَدَ فِيهَا وَسَجَدَ مَنْ كَانَ مَعَهُ غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا مِنْ قُرَيْشٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْته بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا»([1]). مُتَّفَق عَلَيْهِ .

******

أَقَرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ»»، خمس عشرة سجدة: هذا أعلى العدد أنه خمس عشرة، إذا أدخلت فيها سجدة «ص»، وإلا أربع عشرة، إذا لم تدخل فيها سجدة «ص».

 قرأ النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ [النجم: 1]، سورة النجم، وفي آخرها: ﴿أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ ٥٩ وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ ٦٠ وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ ٦١ فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ[النجم: 59- 62]، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم عندما قرأها في هذا المجلس، وفيه المسلمون وفيه الكفار، فلما أن وصل إلى هذه السجدة، سجد، وسجد الحاضرون كلهم، حتى الكفار سجدوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا واحدًا من الكفار، قيل: إنه أمية بن خلف، وقيل: غيره لم يسجد، وإنما أخذ ترابًا من الأرض، وسجد عليه، وضع جبهته عليه، وهو جالس؛ من باب: الاستكبار والكبرياء.

 «قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْته بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا»، على أنه أمية بن خلف، أو غيره، قيل: أبو جهل، قيل أقوال.

المهم ثبوت السجود عند تلاوة هذه الآية، وأن الحضور يسجدون معه، ومن ثَّم قال العلماء: سجود التلاوة للقارئ وللمستمع، والقاري وهذه القصة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والمستمعون: الحاضرون الذين عندها


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (7/ 230)، والبخاري (1067)، ومسلم (576).