وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ
الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالإْنْسُ»([1]).
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وَعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فِي ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ﴾ وَ ﴿ٱقۡرَأۡ
بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾»([2])
رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ .
******
سجدوا كلهم، هذا دليل على
مشروعيته للقارئ وللمستمع.
زيادة الجن - أيضًا - سجدوا، الجن فيهم مسلمون،
ويحضرون، هم يحضرون في الغالب مجالس الذكر وتلاوة القرآن.
هذه سجدات المفصل: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ﴾؛ ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ﴾ [الانشقاق: 21]، في آخرها، هذا محل
السجود.
و«﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: 1]»، وفي سورة العلق: ﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب﴾ [العلق: 19]، و﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ﴾، أي: أبا جهل الذي كان ينهي النبي صلى الله عليه وسلم
عن السجود عند البيت، ويهدده، فالله جل وعلا قال له: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ﴾ [العلق: 9- 10]، ثم قال: ﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب﴾ [العلق: 19]، يعني: اقترب من
ربك؛ لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد؛ كما سبق من الأحاديث.
ففيه دليل: على أن سورة ﴿ٱقۡرَأۡ﴾ فيها سجدة.
([1])أخرجه: البخاري (1071)، ووالترمذي (575).