×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

 وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالإْنْسُ»([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي   ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ   وَ ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ»([2]) رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ الْبُخَارِيَّ .

******

سجدوا كلهم، هذا دليل على مشروعيته للقارئ وللمستمع.

 زيادة الجن - أيضًا - سجدوا، الجن فيهم مسلمون، ويحضرون، هم يحضرون في الغالب مجالس الذكر وتلاوة القرآن.

 هذه سجدات المفصل: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ؛ ﴿وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ[الانشقاق: 21]، في آخرها، هذا محل السجود.

 و«﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ [العلق: 1]»، وفي سورة العلق: ﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب[العلق: 19]، و﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ، أي: أبا جهل الذي كان ينهي النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود عند البيت، ويهدده، فالله جل وعلا قال له: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ [العلق: 9- 10]، ثم قال: ﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب[العلق: 19]، يعني: اقترب من ربك؛ لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد؛ كما سبق من الأحاديث.

ففيه دليل: على أن سورة ﴿ٱقۡرَأۡ فيها سجدة.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (1071)، ووالترمذي (575).

([2])أخرجه: أحمد (12/ 329)، ومسلم (578)، وأبو داود (1407)، والترمذي (573)، والنسائي (963)، وابن ماجه (1058).