وَعَنْ
عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَيْسَتْ «ص» مِنْ
عَزَائِمِ السُّجُودِ ، وَلَقَدْ رَأَيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ
فِيهَا»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِي ص
وَقَالَ: «سَجَدَهَا دَاوُد عليه السلام تَوْبَةً، وَنَسْجُدُهَا شُكْرًا»([2]).
رَوَاهُ النَّسَائِيّ.
وَعَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ سَجَدَ وَسَجَدَ
النَّاسُ مَعَهُ ،
******
ليست من عزائم السجود، يعني: لم يؤمر بالسجود
عندها، فهي من اختصاص داود عليه السلام، وهي سجدة توبة؛ ﴿وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ
رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ﴾ [ص: 24]، هذه سجدة توبة بالنسبة لداود.
لكن يقول: «وَلَقَدْ رَأَيْت النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيهَا»، فهي بالنسبة لنا سجدة شكر؛ فلا تفعل في
الصلاة.
وقيل: إنما سجدة تلاوة،
ليست سجدة شكر، وإنما هي سجدة تلاوة بالنسبة لنا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
سجدها؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
هَدَى ٱللَّهُۖ﴾، يعني: الأنبياء ﴿فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ﴾ [الأنعام: 90]، الرسول صلى الله
عليه وسلم سجدها؛ اقتداءً بداود عليه السلام؛ لأن الله أمره أن يقتدي بالأنبياء من
قبله، فتكون بالنسبة لنا مشروعة، وهي سجدة تلاوة على خلاف فيها؟.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ص، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ سَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ»،
([1])أخرجه: أحمد (5/ 376)، والبخاري (1069)، والترمذي (577).