فَلَمَّا
كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ،
وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا»([1]).
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
******
هذا -أيضًا - يدل على مشروعية
السجود عند سجدة «ص»، وأن الخطيب إذا قرأها على المنبر، قرأ آية يسجد فيها،
فيستحب أن ينزل، ويسجد، ويسجد الناس معه، وقد فعل هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
على المنبر.
«فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا، فَلَمَّا
بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ»، يعني تهيؤوا للسجود، «قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ، وَلَكِنِّي
رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا»»، «إنَّمَا
هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ»: فهي بالنسبة لداوود توبة إلى الله عز وجل من مسألة
الخصمين اللذين تسورا عليه المحراب، فاختصموا عنده.
داوود عليه السلام
قيل: إنه تسرع في الحكم؛ ﴿لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ
نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ﴾ قبل أن يستفصل من الآخر، فعرف أنه أخطأ، فخر ساجدًا لله؛
توبة من هذا الخطأ، قال الله جل وعلا: ﴿فَغَفَرۡنَا
لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مََٔابٖ﴾ [ص: 25]، فهو سجدها سجود
توبة، سجدها نبينا صلى الله عليه وسلم عملاً بقوله: ﴿فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ﴾ [الأنعام: 90]، وهي سجدة شكر بالنسبة
لنا.
***
([1])أخرجه: أبو داود (1410).
الصفحة 5 / 435