×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً قَرَأَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم السَّجْدَةَ فَسَجَدَ فَسَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَرَأَ آخَرُ عِنْدَهُ السَّجْدَةَ فَلَمْ يَسْجُدْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَرَأَ فُلاَنٌ عِنْدَك السَّجْدَةَ فَسَجَدْت وَقَرَأْت فَلَمْ تَسْجُدْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُنْتَ إمَامَنَا فَلَوْ سَجَدْتَ سَجَدْتُ»([1]) . رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ هَكَذَا مُرْسَلاً.

قَالَ الْبُخَارِيُّ : وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمَ وَهُوَ غُلاَمٌ فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَةً فَقَالَ: «اُسْجُدْ فَإِنَّك إمَامُنَا فِيهَا»([2]) .

******

وهم يستمعون، ثم يسجد، فيسجدون حتى يتزاحموا في المكان من كثرتهم، فلا يسجد أحدهم مكانًا لموضع جبهته من الزحمة، فهذا دليل على أن المستمع يسجد إذا سجد القارئ.

 هذا دليل على أنه إذا لم يسجد القارئ، فإنه لا يسجد المستمع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سجد مع القارئ لما سجد، ولم يسجد مع القارئ الثاني؛ لأنه لم يسجد، فدل على أن المستمع لا يسجد، إلا إذا سجد القارئ؛ لأن القارئ هو الإمام.

 قوله رحمه الله: «قَالَ الْبُخَارِيُّ»، يعني: تعليقًا في صحيحه.

 قوله رحمه الله: «قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمَ وَهُوَ غُلاَمٌ فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَةً فَقَالَ: «اُسْجُدْ فَإِنَّك إمَامُنَا فِيهَا»»، يعني: في السجدة.


الشرح

([1])أخرجه: الشافعي في مسنده (ص: 156).

([2])أخرجه: البخاري (2/ 41) تعليقا، ووصله ابن حجر في تغليق التعليق (2/409).