وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
فِي سُجُودِ القرآن بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ
سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ»([1]).
رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلاَّ ابْنَ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ .
وَعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ
رَجُلٌ فَقَالَ: «إنِّي رَأَيْت الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي
أُصَلِّي إلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، فَقَرَأْتُ السَّجْدَةَ، فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ
لِسُجُودِي ،
******
يكبر للسجود في بدايته، ولم يرد أنه يكبر إذا
رفع.
هذا بيان ما يقال في سجود التلاوة هو والحديث
الذي بعده، ما يقال من الذكر والدعاء في سجود التلاوة.
يقول فيه: سبحان ربي الأعلى -
مثل: سجود الصلاة -، ثم يأتي بالدعاء الوارد، ومنه هذا الحديث؛ أنه يقول: «سَجَدَ
وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ».
وهذا - أيضًا -:
تكملة لما جاء في الحديث السابق مما يقال في سجود التلاوة.
فهذا الرجل رأى في
المنام أنه يقرأ، ومرَّ بسجدة، فسجد، وكان إلى جوار شجرة، فسجدت الشجرة معه، وقالت
هذا الدعاء.
لا شك أن الشجر يسجد، كل مخلوقات تسجد له سبحانه وتعالى؛ ﴿وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الرعد: 15]؛ من العقلاء وغيرهم سجود عبادة خضوع لله عز وجل، ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
([1])أخرجه: أحمد (24022)،وأبو داود (1414)، والترمذي (580)، والنسائي (1129).