وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ
وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ﴾ [الحج: 18]، ﴿وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ
يَسۡجُدَانِ﴾ [الرحمن: 6]، فالشجر يسجد لله، ويسبح الله بلغته التي لا
نفهمها؛ ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ
وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ
تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾ [الإسراء: 44]، فلها لغة خاصة بها، لا يعلمها إلا الله سبحانه
وتعالى، ويسمعها سبحانه.
فسجدت معه الشجرة،
وسمعها تقول في سجودها: «اللَّهُمَّ اُحْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاكْتُبْ
لِي بِهَا أَجْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا,وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا
تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِك دَاوُد»، لما داود عليه السلام ذكر ربه، وخر
راكعًا، وأناب؛ كما في الآية: ﴿وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا
فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ﴾. يعني: ساجدًا.
﴿وَأَنَابَ﴾ [ص: 24] إلى الله وتاب إليه مما حصل منه.
قال الله جل وعلا: ﴿فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ
وَحُسۡنَ مََٔابٖ﴾ [ص: 25].
فهذا الدعاء يضاف
إلى الدعاء السابق، ويقال في سجود التلاوة: «اللَّهُمَّ اُحْطُطْ عَنِّي بِهَا
وِزْرًا، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ
ذُخْرًا,وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِك دَاوُد».
وهذا فيه: العمل
بالرؤيا إذا وافقت السنة وأقرتها السنة، ليس العمل بالرؤيا في نفسها، ولكن العمل
بالسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم عمل بذلك، وإلا فمجرد الرؤيا لا يبنى عليها
أحكام، لكن لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فيثبت هذا في سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم.
«اللَّهُمَّ اُحْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا»: لأن الوزر يثقل الإنسان،