وَقِصَّتُهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا .
******
هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [التوبة: 118]، ومكثوا على هذا
خمسين ليلة، ثم نزل الفرج، ونزلت توبتهم من عند الله عز وجل، فأعلنها الرسول صلى
الله عليه وسلم، وطار الناس بالخبر إلى كعب بن مالك ورفيقيه رضي الله عنهم
يبشرونهم، ولما بلغه الخبر، خر ساجدًا لله، وهذا محل الشاهد من القصة.
محل الشاهد من القصة:
أنه لما بلغه الخبر، سجد شكرًا لله عز وجل.
﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ
وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ
لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [التوبة: 118]، فهذه نتيجة الصدق
مع الله، وإلا كعب بن مالك رضي الله عنه يقول: أنا باستطاعتي أن أعتذر إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم، وأعطيت بلاغة، وأعطيت جدلاً، لكن لو عذرني الرسول صلى الله عليه
وسلم، والله لم يعذرني، لم ينفعني هذا، فلذلك آثر الصدق والصبر حتى فرج الله له
ولأخويه رضي الله عنهم.
قوله رحمه الله: «وَسَجَدَ كَعْبُ
بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم»، في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم، هذا فيه الإقرار، سنة الإقرار؛ إذا قيل: «فِي عَهْدِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، فمعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقره
على ذلك.
قوله رحمه الله: «وَقِصَّتُهُ
مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا»، متفق عليها بين البخاري ومسلم، وهي مذكورة في كتب
التفسير، وكتب الحديث.
***